صحيفة همة نيوز : بقلم أ. محمد علي الخلفان ..
ثقيل علي رثاؤك يا “أبا مبارك “
ومحزن رحيلك الذي هز كياني .. كيف أستطيع رثاء عشرة ومعرفة تتجاوز النصف قرن من الأخوة والصداقة و العطاء والحب والوفاء ؟
يا غائبينَ بَكى قَلبي لِبُعدِكُمُ وبكى الزّمانُ لِمَجدٍ قَد فَقَدناهُ
مَن لي بِنورٍ يُضيئُ اللّيلَ يُنقِذُنا من ظُلمَةِ البُعدِ عن مجدٍ خَسِرناهُ
“ارثيك يا رجُلاً توارى ذِكرهُ،
بين الأنام وهل يفيد بيانِ،
خالدٌ ولن يجد الزمان بمثلهِ،
شهماً شريفاً طيفه أشجانِ”
لكننا مؤمنون هكذا يمضي الطيبون.. وفي هدوء يرحلون.. و ما يخفف حزننا ولوعة الفراق في نفوسنا أعمالهم الطيبة ماثلة..
وفي القلوب تظل ذكراهم قائمة.
بأجسادهم وشخوصهم عنا يغيبون. لكنهم ملء السمع والبصر بيننا أبداً حاضرون بأقوالهم وأفعالهم و مراجلهم و مواقفهم..
وما أصدق هذا في حال فقيد ابن الطرف البار الغالي (الاخ و الصديق والأب والرفيق والحبيب اللبيب يوسف بن أحمد بوعبيد (أبو مبارك ) )
، الذي غادرنا من أيام ، مخلفاً في قلوبنا الحزن على فراقه، فقد كان نعم القريب والأخ والصديق، في زمن عَزّ فيه هذا الصنف من الرجال.
جمعتني به عشرة طويلة تزيد على نصف قرن من الحب والصدق والوفاء والعطاء والنصح والإرشاد.، لم أعهد فيه إلا أخلاق النبلاء، و وداً نادراً و صدقاً و وفاء.
امتدت أياديه البيضاء لكل من حوله وكل من عرفه من كل الأطياف و الاجناس ، كم شاب وظف ل يعول عائله وكم شاب شجع .. وساند و حفز ل يحقق اماله وأحلامه .. متواضع حتى النخاع .. يقيل عثرات المنكوبين، ويضمد جراح المكلومين، ويكفكف دمع الحزينين المقهورين.
ما تأخر يوماً عن أداء الواجب، ولا توانى عن فعل الخير في النوائب..
ولنا في خدمته لعائلته ومجتمعه وبره في والدته يرحمها الله وتربية أبنائه الكرام و احتواء أسرته أكبر دليل .
عزائي إلى اختي ” ام مبارك” رفيقة دربك التي
سطرت كل ألوان الوفاء والصبر والى ابناؤك البرره الذين لا يحملون فقط جيناتك بل صفاتك وخلقك وكرمك والى اسرة الـ بوعبيد
الكرام اهلي “ولحمتي “نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمدك برحمته،
وأن يجزيك عن عملك في دنياك الجزاء الأوفى و في آخرتك ، وأن يسكنك فسيح جنانه، وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان، وأن يلحقنا به إذا حان أوان رحيلنا في أعالي الجنان. وداعاً يا أخي و (إلى جنان الخلد يا يوسف ) والى أن نلتقي في الفردوس الأعلى من الجنه .