صحيفة همة
عبدالله ناصر العيد.
✍️
بقلم الأستاذ /عبد الله السنين
تقع عين الحّارة بالأحساء شمال المبرز حي العيوني ، وبها نبع ذو فوهات مكونة من بحيرة كبيرة وتعد من اكبر العيون في واحة الأحساء ومصادر المياه في حينها والتي اذا توافرت في اي مكان تكون من اهم مقومات الحضارة والحياة ( ليست مجرد بركة سباحة ).
مرت بفترات تغير في شكلها الخارجي من بحيرة مفتوحة من كل صوب يصلها الانسان ووسائل النقل من الدواب بسهولة حيث لا يوجد حواجز اسمنتية او غيره وحولها ساحات زراعية ونهر الحارة يجري والمزارع القريبة منها تسقى بطريقة المركب لوقوع العين في نقطة منخفضة والنهر ( ثبر الحارة ) يخترق المزارع ويقطع كيلوميترات. وعند المفترق حيث نقطة توزيع المياه الى أكثر من نهر او ثبر أصغر قليلًا من نهر الحارة لكل منها يوم في الاسبوع لري مزارع المبرز حيث تغطي رقعة واسعة من مزارع الواحة ومنها مزارع شراع العيوني وشراع الشعّبة وشراع المقابل وشراع بوسحبل.
تغير الشكل الخارجي للعين او البركة في فترات متفرقة من ترابية الى بناء سور ودكات حولها وثم في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز ال سعود رحمه الله تشرفت الأحساء والمبرز والعين بالزيارة الكريمة وبحفل افتتاحها وقت افتتاح مشروع الري والصرف في التسعينات الهجرية. وتم تغيير وتطوير شكل البركة حول العين الى الطراز الحديث الحالي وتم إضافةً مضخات كهربائية لرفع وتخزين المياه في خزان كبير ثم يتم فيه التوزيع بطرق حديثة ولري مساحات زراعية اكبر وأكثر وبقي نهر شمالي العين يتدفق ويجري طبيعي في نفق وبدون مضخات يسمى في وقته المخفي تحت الأرض لمسافة من ١ الى ٢ كيلومتر ثم الى القنوات المفتوحة لري المزارع اللي تقع في المناطق المنخفضة المستوى من الأرض.
أهمية العين للبلد والسكان حولها كانت من اهم المصادر للشرب في فترة من الزمن تعبئ المصاخّن والقْرِب سواءا تحمل على الرأس أو على الدواب وإلى البيوت لعدم وجود شبكة ماء كما هو الحال الآن وقليل من البيوت وتقريبًا ميسوري الحال من يوجد عندهم قِلبان وفي الغسيل تحمل الملابس بالقُفَة على الرأس وأواني الطبخ والأثاث من سجاد وغيره إلى العين وتغسل
وفي السباحة والاستحمام والأستجمام كانت مهمة جدًا جدًا بشكل يومي أو أسبوعي للعمال بعد قضاء أعمالهم وللحضر والبادية.
وكان لوالدنا رحمة الله رحمة واسعة والمسلمين دور في تدريبنا على السباحة وكان يأخُذنا بين فترة واخرى حتى تمكنا من السباحة والأعتماد على النفس.
وللنساء بركة خاصة مسورة في فترة من الفترات تأخذ الأطفال معهم للسباحة والنظافة والدعّك بالليفة والمدعّكة وغسيل الملابس وتحمل بالقُفة على الرأس ايضا لا ننسى سباحة المعاريس ليلة الدخلة وعمل احيانا حفل مبسط بالمناسبة بما فيه وجبة في موقع العين.
وللعين فضل على القاصي والداني والرايح والجاي والضيف والسائح والمعتمر والحاج من عرب وعجم في طريقهم الى مكة المكرمة والمدينة المنورة يخيمون كم يوم للاستحمام والاستجمام وللأستراحة والنزهة والتبضع من الأحساء
و أهل الذهب الصاغة كل يوم أو كل أسبوع يكنسون تراب محلاتهم ثم يأتون بها إلى نهر ( ثبر ) عين الحّارة وبالمناخِل يُصَفُون منها القِطع الصغيرة كبِرادات الذهب والزري والفصوص والنجوم. وأيام العطل الرسمية والأعياد للمزارعين ولموظفي الري وفي الشتاء وأيام الأمطار وفترة عمار المزارِع وعدم حاجة المزارعين للماء.
ولكثرة ماءها قبل مشروع الري يذهب ماء العين الى مصارف اطراف الواحة كبحيرة الأصفر وغيرها من البحيرات. وبالنسبة للأشجار التي ترتوي وتعتمد على ماء عين الحارة المصدر الرئيسي للري تلك الفترة أهم شجرة في الواحة النخلة والرز الحساوي وأشجار اللومي والترنج والرمان والخوخ والتين والمشمش والتفاح والعنب والكنار والبمبر واللوز. ومن الخضروات الباميا والبوبر والقرع الاخضر والباذنجان والفجل والبصل واشجار الحلوة والسمسم والكثير من الفواكه والخضروات والورقيات وأعلاف الدواب.
ومزارع تلك الفترة كانت مرتبطة بعضها ببعض لا يفصل بينهم الا رسمة او دوسة حتى انك تمشي من المبرز وتنتهي مسافة كيلومترات في المزارع من دون أسوار أو عائق يوقفك ومن دون اي تشوهات بصرية. وذلك المنظر كان يضفي على الواحة جمال اخاذ وكجنة غراء لا ينقطع بصرك بحاجز او غيره.
وفي الختام أقول، هذا ما أعانني الله ذكره فإن من صواب فمن الله وأن من خطأ او نقص فمني والشيطان
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.




