صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
بقلم: عبداللطيف الوحيمد..
يعمَد بعض المواطنين بإلقاء شحنة الرمل أمام بيته أو بجانبه أثناء بنائه ، وتبدأ شحنة الرمل تتمدد بفعل الغرف منها ، وكذلك الرياح والمشي عليها حتى تغطي جانبي الطريق فتؤذي المارَّة راكبين كانوا أو راجلين بتلويث سياراتهم وأحذيتهم وملابسهم ، ويكون الأذى أكثر إذا ما هطل المطر وامتزج الرمل بالماء.
والغريب أن الجهة المسئولة غائبة عنهم لا توقع عليهم مخالفة تلويث الطريق أو التلويث البصري ! بينما لو غسل أحد الأشخاص تهوية بيته ودفع بالماء للخارج لعدم وجود مصرفٍ داخل بيته حُرِّرت عليه مخالفة !!
وفي نظري أن الرمل أكثر أذىً من إراقة الماء الذي سرعان ما ينشف في حين يبقى الرمل لفترةٍ طويلةٍ والناس يتأذون منه كلما مرَّوا بالطريق بل بعضهم يتجنب هذا الطريق لعلمه بوجود الرمل فيه لكي لا يلوِّث عجلات سيارته أو أحذيته وثيابه.
وأذكر جاراً لي عندما كنت أسكن في الكوت قد ألقى بشحنة رملٍ مقابل بيتي الواقع قبالة بيته وسدَّ به جانبي الطريق ، واضطررت للصعود على هذه الشحنة في كل مرةٍ أدخل فيها بيتي أو أخرج منه ومثلي فعل المجاورون ، ولمَّا أبلغته باستيائي من ذلك أزاله على مضضٍ وباستياءٍ من طلبي وبقي أثره مشوِّهاً الأرضية دون أن يدرك أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة ، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مع الأسف قد جلَب الأذى للطريق وعابريه.
فمن المؤسف أن بعض الناس لا يملكو حساً يبصّرهم بالخطأ ، وإذا بصَّرتهم به استاءوا وامتعضوا وتضايقوا وانزعجوا وكأنك قد أسأت لهم أو أخطأت بحقهم ! غاب عنهم الإحساس والذوق العام والشعور بالمسئولية ، وهيمنت عليهم الأنانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقس على ذلك مواقف وسلوكياتٍ عديدةً تواجهها في حياتك مما يجعلك في استغرابٍ من عدم إحساسهم بمشاعر الغير وحقوقهم ، فلو دققت على تصرفاتهم لتعبت نفسياً ووقعت في خلافاتٍ ومصادماتٍ ومشاحناتٍ مع الكثير منهم تجلب لك التعب النفسي والأمراض الصحية.
سفير السلام
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف
