مسرح الطفل..

صحيفة همة نيوز : ا. عبدالله المطلق
يعتبر مسرح الطفل بالأحساء من أوائل المسارح التي ظهرت في منطقة الأحساء حتى أن كثيراً من نجوم المسرح إنطلقوا أساساً من مسرح الطفل ، كما أن العمل المسرحي الموجه للطفل يمثل حد السكين للمتعاملين به ، لأنه يساهم في تربية الطفل وترسخ مفاهيم معينة لديه ويثبت القيم العربية والإسلامية . ويعتبر من أوائل المسارح في المملكة والخليج العربي .
مسرح الطفل في الأحساء بين التطور المأمول :
تعتبر المملكة العربية السعودية رائدة مسرح الطفل في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال بدايات هذا النوع من المسرح في الأحساء .
ويعتبر عبد الرحمن بن علي المريخي ( 1372- 1426) رائد مسرح الطفل في الخليج العربي من خلال تقديمه لأول مسرحية للأطفال في عام 1977م/ 1397هـ ثم قدم العديد من الأعمال بعدها وكانت هذه الأعمال تقدم من خلال نادي الجيل الرياضي وجمعية الثقافة والفنون بالأحساء ومنها قرية اسمها :
(مسرحية قرية السلام – ومسرحية ابن آدم قادم – وغيرها وقد ساهم في ذلك الدعم المادي والمعنوي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب .
ومع ذلك نتطلع لمسرح متكامل العناصر التي يتطلبها العرض من اضاءة وصوت ونحن بحاجة إلى هذا النوع من المسرح ، وكذلك يجب تكثيف العروض المسرحية حتى يتقرب الطفل من المسرح وتصبح لدية رغبة حميمة لا رتياده ، كذلك يجب الاستعانة بالمتخصصين في مجال مسرح الطفل من مخرجين وكتاب وباحثين ملتزمين بتقديم اعمال موجهة للطفل بطريقة عملية .
ويجب ان يتوافر المسرح في حياة الطفل من خلال تشجيع المدارس على تقديم إعمال مسرحية مدرسية في جو تنافسي .
ويقدم مكتب رعاية الشباب بالأحساء عملاً مسرحياً للطفل كل عام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون .
ويأتي اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمسرح من منطلق حرصها على الثقافة والفنون خاصة مسرح الطفل ، فالأطفال جيل المستقبل واعدادهم ثقافياً سيزيد من وعي المجتمع وبالرغم من وجود المسرح المتكامل بالأحساء الا أن هناك نقصاً دائماً في العروض المسرحية ولا بد من وجود كتاب محترفين وفنيين لتفعيل مسرح الطفل خاصة بالمدارس وعمل دورات للمهتمين في هذا المجال بالمعاهد المتخصصة لايجاد أرضية صلبة للمسرح مع متابعة وسائل الاعلام المختلفة لنشاط هذه المسارح مع اقامة مهرجانات خاصة لمسرح الطفل لذا لابد ان يكون هناك تعاون وتكاتف بين جميع افراد المجتمع مسئولين ومواطنين حتى يكون لهذا المسرح دور إيجابي في ثقافة ابنائنا .
ويرجع الكثير من المنظرين بدايات مسرح الطفل بالمملكة العربية السعودية إلى محافظة الأحساء وقد كانت البداية الاولى لمسرح الطفل الخليجي بمسرحية ” ليلة النافلة” للكاتب عبد الرحمن علي المريخي وتميزت بحوار أدبي لكن مسرح الطفل عمل جماعي يحتاج لطاقات جماعية متعددة ومتنوعة المواهب والاتجاهات لأنه يجمع المؤلف المسرحي والفنان التشكيلي والموسيقي والشاعر فهذه المواهب تجتمع تحت مظلة العمل المسرحي . والاعمال المسرحية كثيرة ولايمكن حصرها ومنها مثلاً :
ابن أدم قادم – القادم من المريخ – اليتم – الأحزان – شقة في الدور الثالث – القافلة تسير – المغنى فرج – اضحك – صابر ابن الصياد – وغيرها .
وقاد هذه الحركة المسرحية بنجاح مجموعة من المسرحيين أمثال عبد الرحمن المريخي – عبد الرحمن الحمد – ابراهيم الخميس – يوسف الخميس – عبد الله التركي – علي الغوينم وغيرهم .
وعلى الرغم من النجاح المسرحي في الأحساء الا انه لا تزال تنقصنا صالة عرض مجهزة بالتقنيات الحديثة ، ويدأً يبد نستطيع تحقيق طموحاتنا المستقبلية من خلال الدعم الا محدود لرعاية الشباب التي تساهم في ترسيخ مسرح طفل جاد( سامي الجمعان .) .
ودائماً ما تكون البداية مثقلة بالصعوبات التي تحول دون تحقيق كل طموحاتنا واحلامنا لإيجاد مسرح طفل يشكل مرحلة حضارية في سيرتنا الثقافية ، ولكن هذا المسرح رغم كل المواجهات أعلن حضوره القوي وتجاوز المعوقات بفضل الاعتقاد الراسخ بضرورة وجود مثل هذا النوع الموجه إلى الأطفال الذي يعد تجربة مختلفة وجديدة لم يسبق لها مثيل في تجاربنا المسرحية الأولى الاما كان من عروض مدرسية يشارك فيها الأطفال عنوة لكنها لم تأت متجانسة مع خاصية مسرح الطفل او ملتزمة بقواعد وضوابط فنية هي مجرد موضوعات تاريخية بسيطة أو هزلية لا تنطلق أساساً من واقع الطفل ومشاغله ولكنها تعالج بعض القضايا التربوية والدراسية .
أما مسرح عام 1397هـ فلقد كان مختلفاً ومنسجماً تماماً مع معطيات وخصوصية مسرح الطفل ، ويدخل في منظومته وتوالت العديد من الأعمال المسرحية التي نسجت من حياة الطفل وتفكيره وحسه بهذا العالم ، وكان من اهمها مسرحيات :
(ليلة النافلة – نصر البواكير- قرية اسمها السلام – احزان – اليتيم – الحل المفقود – ساق القصب- صابر ابن الصياد – وغيرها من الأعمال المسرحية التي نفذت في الأحساء وغيرها من المناطق الأخرى ولابد من ذكر من كان له الفضل في ابداع تلك التجارب الرائدة ومنهم :
عبد الرحمن الحمد – سامي الجمعان – ابراهيم الخميس – يوسف الخميس – علي الغوينم – نوح الجمعان – واحمد العيد0
- معوقات نجاح مسرح الطفل في الأحساء!؟ تواجه المسرح في الأحساء الكثير من اشكاليات التأسيس ، من لوازم المنصة ، خواص النص الملائم لمسرحنا المحلي ، قناعة الممثل وتواصله ، تواصل المتلقي كل هذه المعوقات مجتمعه لم تقلل من نجاح المسرح في الأحساء من أجل الوصول إلى مسرح يكتسب شرعية نوهله للاستمرار والبقاء حتى تحقق هذا الظهور الساطع وتوجد قدرات جديدة تعمل على تفعيله وتأكيد دوره المؤثر ، لكن كل هذه المسئولية تقع على عاتق بعض المهتمين وبجهود فردية في ظل غياب الدور المنظم والمشترك بين المؤسسات الثقافية والتعليمية ، مما تسبب في اختفاء العمل المسرحي الجيد وتنافس تجارب مسرحية ضعيفة خالية من الاجتهاد ، وانعكس ذلك على ابتعاد المتفرج وعدم ثقته في جدية العمل المسرحي ، ولقد تم مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة في المنديات المسرحية ،ووجد أن مقاطعة المتلقي ترجع إلى مسائل فنية بحته وإلى أدور خاصة به .
واذ لم يعد العمل المسرحي يحرضه على الحضور ، ويشيع في حس الفرجة والمتعة بالتواصل قياساً بالوسائط المرئية الموجودة في متناول يده بسهوله ، ومن الصعب الاستغناء عنها في مقابل الذهاب إلى المسرح الذي لا يشكل عنده هاجساً ولم يقتصر الأمر على غياب المتلقى وحده بل الجانب التقني وضعفة أثر على عطاء الممثل ، وبقائه طويلاً داخل الساحة المسرحية بجانب ضعف العائد المادي الذي يحصل عليه مما ساهم في ابتعاده عن المسرح أو على الأقل قلل من اهتمامه بالمسرح لذا لابد من إيجاد حلول لتطوير المسرح واداء دوره المطلوب لكي يصبح لدينا مسرح قوي يشار إليه في المحافل المسرحية لكن السؤال المطروح الآن هو:
ما مستقبل مسرح الطفل لدينا ؟ فبعد تجارب شهدت عروضاً راقية قدمها مسرحنا المحلي ، وكانت رائده على مستوى الخليج العربي بأكمله أصبح مسرحنا يعاني اشكالية الانتشار فحينما نختار مسرحية للطفل يجب ان تتناسب مع سنة وتتضمن تأصيل القيم الاسلامية وتعمل على ترسيخ التقاليد الكريمة .
