صحيفة همة نيوز
بقلم الكاتبة من جمهورية السودان الشقيق :
تيسير محمد عوض✍🏻
نعود معكم من جديد هذه المره ولكن باختلاف يسهل عليكم متابعه الأجزاء حيث نزلنا جزئين في وقت واحد
الخامس والسادس كونوا معنا
👇🏻
(الباب الخامس )
وفي مساء اليوم التالي وصل أيمن يرتدي جلابية (على الله )ذات اللون الرمادي القاتم ومقلمة بالأبيض ومركوب أصلة ابيض واسود ويرتدي ساعة فضية على يده اليسرى وخاتم فضي يبرز منه حجر اسود بيضاوي الشكل ببرواز فضي ، عبق عطره يجوب المكان، دخل عليها معتذراً ومعه اخوه الكبير علي الذي حمّلَ أيمن مسؤولية ما حدث وبدوره وعد مريم ان يتغير من اجلها وأجل ابنها، أومأت رأسها معلنة استسلامها للأمر ،ولكن على غير قناعة فليس بيدها شيء تفعله ،تناولوا وجبة العشاء في البيت الكبير وبعدها ودعوا اَهلها ورجعوا الى شقتهم ،أوصلهم علي عند الباب ودعا لهم بالخير والبركة والاستقرار واستودعهم الله …
فتح أيمن الباب ،كان حاملاً ابنه في كتفه ،دخلت الصالة وفتحت المكيف والتلفاز وحملت حقيبتها الصغيرة الى غرفتها ولحقها أيمن معتذراً يطيب خاطرها ويتوسل اليها كي تسامحه ،وبالفعل هي انسانة ذات قلب ابيض سامحته وكأن شيء لم يكن وقالت في نفسها (العترة بتصلح المشي) احتمال يكون صادق ويتغير الى الافضل ،وحتى هي بدأت تغير في استائلها وشكلها ولون شعرها شيء من التجديد لعل ذلك يغير من نفسياتها فلم يكن الامر برمته سهلاً عليها …
كانت الشهور الاولى هادئة جداً
طلعات وخرجات وتخللتها زيارات الى الاهل والمعارف وبعض المناسبات مما تركوا انطباع جيد لكل من يقابلهما فحياتهما بعد الانفصال والرجوع تغيرت وأصبحت أقوى مما كانت عليه …
اول يوم لمؤنس في الروضة كان مرتبكاً استيقظ مبكراً واستعجلهم في الذهاب رافقته مريم وأكملت إجراءات التسجيل وطلبت منها المشرفة ان تجلس في الحديقة الخارجية الى آن ينتهي اليوم الدراسي ربما يستغرق وقتاً للاندماج مع اقرانه ،بالفعل جلست في الخارج مع امهات الاطفال يتبادلن أطراف الأحاديث والقصص والحكايات ، عن اطفالهن وكم سيحتاج وجهودهن بجانبهم قد يكون اسبوع واكثر ولابد من حضورهن يومياً معهم. ولكن كل هذه الاشياء لم تحدث سرعان ماتاقلم مؤنس مع الوضع الجديد دون ان يتكرر ذلك الامر كباقي الاطفال تطلب وجود اهاليهم لمدة اسبوع او اكثر مع البكاء المستمر ..بل طلب منها ان لاترافقه اليوم التالي لانه اصبح كبير
كان طفلاً ذكياً واجتماعياً معتد بنفسه يحب ان يقوم بأعماله .. عنيداً يحب ان يفعل مايريد ولايتقيد بالتعليمات هذا ما أخبرتها به المشرفة الطلابية بعد مرور شهر ولاحظته هي مسبقاً لانها
كانت لصيقه به تتابع سلوكه ودروسه باستمرار وتحل معه الواجبات الى ان دخل المدرسة …
وتمر الأعوام عام تلو عام نعم كانت تتخللها بعض المشكلات والصعوبات ولكن تجاوزاها معاً بحكمتها وعدم تدقيقها ،لانها صارت اكثر نضوجاً واضحت تربط نفسها بأهداف وليس باشخاص …
الحياة مدرسة تعلم الانسان العبر عبر الدروس الصعبة والقاسية ،وكلما عصفت بك المواقف والأحداث وادخلتك في دهاليزها المظلمة تخرج منها أقوى مما كنت عليه واكتر حكمة ووعي وتصل مبكراً الى مرحلة النضوج الفكري ،حيث لا تتاثر بسهام الغدر والخذلان،يصبح لديك حصانة ..
لا احد يدوم لاحد كلنا بشر
سنرحل ويبقى الاثر .
ما أخطأك لم يكن ليصيبك
وما اصابك لم يكن ليخطئك
وتمضي الايام والشهور و الأعوام في لمحة بصر ما اشبه الليلة بالبارحة
يقول الامام الشافعي:
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خطر
والعيش عيشان ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما ترى البحر تَعلو فوقه جِيَفٌ
وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعه الدُرَرُ
وفي السماء نجوم لا عِدادَ لها
وليس يكشف إِلّا الشمس والقمر
……………
(اتمنى انكم استمتعتم مع الجزء الخامس ونواصل معكم الجزاء (السادس)
من حكايات زوجة بين نارين الجزء 6️⃣
ذات نهار بينما مريم في المطبخ تعد وجبة الغداء دخل عليها زوجها وابنها معاً ،فهذا موعدهم للرجوع الى المنزل ،فكان ايمن يخرج من العمل مبكراً ويمر على مدرسة الصغير ويحمله معه الى الدار استقبلتهم بترحاب وقبلت مؤنس الذي اسرع الى غرفته يتفقد العابه هل هي في مكانها الذي تركها عليه ام طالتها يد التنظيم والترتيب واودعتها مكاناً آخر …
وبعد ان تناولوا وجبة الغداء معاً خلد الصغير الى النوم
وذهب ايمن الى غرفته ،ودخلت هي المطبخ تكمل اعمالها
فجأة سمعت صوت زوجها مريم مريم
قالت نعم
قال :أريدك في موضوع
قالت :خير ان شاء الله
خرجت الى الصالة وجلست على الأريكة ونظرت اليه
باهتمام لتعرف ماهو الموضوع المهم الذي استدعاها اليه بهذه الطريقة المستعجلة
طلب منها مبلغاً من المال وفي الحقيقة لم تكن تلك المرة الاولى فكان كثيراً مايطلب منها ويوعدها بان يرده اليها ولكن لايفعل وان احتاجت للمبلغ وطلبته منه يتحجج بان ليس معه الان سيوفره فيما بعد ويطنش وتتنازل بدورها عنه درءاً للمشاكل لاتريد ان تفتح ابواب عليها ارحم لها ان تنسى …
دار بينهم هذا الحوار
أيمن : نظر اليها وبصوت هاديء فيه بحه وعلى وجهه حيرة لوسمحتي يامريم أريدك في موضوع .
مريم : خير ان شاء الله ..تفضل
أيمن : احتاج لمبلغ من المال ضروري.
مريم :متأسفة ليس بحوزتي هذا المبلغ
أيمن :أعدك بعد يومين سارده لكِ
مريم :اذا كان معي لايغلى عليك شيء.
أيمن :نظر اليها نظرة سخرية وصمت برهة وتحول ووجهه الى الشحوب واحمرت عيناه وصرخ في وجهها وصب جام غضبه عليها واصبح كالثور الهائج
ترفضي ان تقرضيني انا المبلغ ؟
احدهم ينتظرني في الخارج اتصل على هاتفي اكثر مرة يريد ماله وانا ليس معي حاولت معه ان يمهلني يوماً او بعض يوم فرفض وهو الان امام باب العمارة ينتظر ان اخرج اليه ومعي المال فماذا افعل ؟
مريم :لا شأن لي بذلك دبر امرك
أيمن : مهدداً إياها بالانصياع لرغباته والا سأفعل بكِ ما لايخطر على بالك !!
مريم :أفعل ماتراه مناسباً
في لمح البصر ارتفعت يده وهوت على خدها فأطلقت صرخة عالية وسرعان ما رمى عليها يمين الطلاق
للمرة الثانية …
وانا صراحة لا ألومه !!الحق ليس عليه وانما عليها هي لانها عودته على ذلك ،
لم يمض ِ وقت طويل على ا ن اقترض منها مبلغاً من المال القسط الاول للسيارة الجديدة التي وعدها ان يعمل عليها بعد الانتهاء من الدوام ليزيد دخله ولاسيما ان ابنهم الوحيد كان يدرس في مدرسة خاصة زادت الأعباء والمصاريف عليه ..
وعدها ان يعمل عليها في المساء ومن دخلها يخصص مبلغ شهري ويسدد المبلغ الذي اقترضه منها على دفعات وكالعادة هي صدقته ،وبنت امآل عراض على كلامه الذي يقطر شهداً وصور لها ان جميع مشاكله ستحل بهذا الطريقة واستجابت لرغبته الملحة
وكالعادة لم يلتزم بوعده ،ولَم يوفِ بما تم الاتفاق عليه ويخل بعهده ..
فاصبح يعتمد عليها في كل كبيرة وصغيرة وليس امامه شخصاً اخر يستغله غيرها
وجدها انسانة طيبة ومتسامحة ومعطاءة،ماتفعله لااحد يستطع ان يقدمه له حتى اقرب الاقربين ،للعلم هي ليست بالسذاجة التي يظنها هو يستطيع ان يخدعها ويمثل عليها ،هي تعرفه جيداً ولكن تريد بطبعها الطيب ان تؤثر فيه،،، لكن امثاله لايدركون ذلك
فهو يعتبرها ضعيفة لانها تنازلت اكثر من مرة عن حقوقها وهذه من الاخطاء التي تقع فيها السيدات التنازل والتهاون مع من لايستحق يجعله يتنمر عليك!
انصرف من عندها وهو فاقد التركيز ومشوش واغلق الباب خلفه ،ولاذت بالصمت حتى تجاوزت هول المفأجاة وظلت تنظر في الجدار أمامها لمدة من الزمن ،ولَم تنبس ببنت شفة، ثم انصرف نظرها لابنها الذي يطلب منها شيئاً يأكله .اقترب منها ووضع يده في كتفها مابك ماما؟
قالت لاشيء حبيبي ونهضت ببطء لتجهز له العشاء ليخلد للنوم مبكراً…
يا مُدركاً ذا النون في كبد الدجى
أدرك فؤاد العبد بالرحماتِ .
شكرا لكم على متابعتكم وسنعود ان شاء الله معكم من جديد بنكمل باقي الاجزاء