.. بلدة الشهارين ..

صحيفة همة نيوز : أ. عبدالله المطلق ..
شتان بين زيارتي الأولى وزيارتي الثانية لبلدة الشهارين من باب المتابعة لهذه البلدة التي توسعت توسعا كبيرا .. فالتحمت مع بلدة المنصورة اللتين أصبحتا بلدتان توآمان .. فعندما تتعمق بالدخول إلى شوارع البلدة الواسعة ، ترى التطور العمراني الكبير الذي يسعد الناظر ويبهج النفس .. وترى المباني المدرسية ذات الشكل الجميل ، لابد ان تتوقف عندها .
حيث زرت بلدة الشهارين والتقيت بالعمدة السيد أحمد بن علي بن حسن الدالوي منذ زمن طويل ..
حيث أفادني ببعض المعلومات حسب ما سمعه من آبائه وأجداده .
الموقع :
تقع في شرق مدينة الهفوف وترتبط بمدينة الهفوف بطريق معبد وتبعد عنها مسافة 9 كم تقريباً .
ويحدها من الشمال بلدة الجبيل ، وطرف الشهارين ، ومن الجنوب قرية أبوشافع الدارسة ، وبلدة المنيزلة .. ومن الغرب طرف أبو سوده ، وبلدة أبو معن أو بني معن .. ومن الشرق بلدة المنصورة وأجزاء من طرف الشهارين الزراعي .
- سبب التسمية :
تشير المصادر التاريخية إلى وجود بستان يعرف باسم الشهارين ويوجد هذا البستان في طرف زراعي يعرف بطرف الشهارين الذي إكتسب مسماه من هذا البستان ..وقد قام بعض الفلاحين ممن يعملون في هذا الطرف الزراعي بالسكن بالقرب منه لتكون نواة قرية تعرف باسم الشهارين .
وقد كان هذا البستان وهذه القرية الناشئة يتبعون لبلدة الجبيل إحدى البلدات الشرقية الواقعة شرق مدينة الهفوف .
وأقدم ذكر لقرية الشهارين وطرفها الزراعي ورد في وثيقة حررت في عام 1181هـ ، وأقدم ذكر ورد لطرف الشهارين ورد في وثيقة أحسائية حررت في السادس والعشرين من شهر محرم من عام 1128هـ .. هذا ماذكره الباحث الأستاذ حسين بن جواد الرمضان .
–للتاريخ :
فالشهارين و المنصوره والطريبيل كلها بلدات متجاورة وعرفت الشهارين بهذا الإسم نسبة للوادي الذي يبدأ من بلدة المنيزلة الواقعة جنوباً وممتد إلى أن يصل إلى بلدة الجبيل شمالاً ، حيث تسمى هذه المنطقة المنخفضة ” بوادي الشهارين” حيث كانت النخيل تحف بهذا الوادي من جهتي الشرق والغرب .
وتحيط بالشهارين النخيل من ثلاث جهات الشرق والشمال والغرب ، لذلك فعمرانها بدأ يمتد لجهة الغرب .
ويحدثنا العمدة عن ماضي البلدة أنها كانت محاطة بسور عظيم ارتفاعه خمسة أمتار ، وله دروازتين غربية وشرقية ، وهذا السور توجد به أربعة أبراج ، ولكن بعد أن تحقق الأمن والأمان أزيل هذا السور ولم يتبق منه أي أثر.
وقرية الشهارين تندرس من الزمن ، وتعود للحياة مجددا ..ففي القرن الثالث عشر الهجري تعرضت قرية الشهارين للخراب ونزح عنها أهلها ..
وفي بداية الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري وتحديدا في عام 1304هـ .. قام عدد من التجار ممن لهم أملاك برفع برقية إلى السلطان العثماني تطالب بإعادة إعمار القرية وذلك بسبب تعرض ممتلكات التجار أملاكهم للخراب ، وإهمال القرية بسبب خروج أهلها منها ..وقد ورد في هذه الوثيقة مانصه :
المعروض لدى مراحمكم العامة وسياستكم التامة ..وقد قامت الدولة العثمانية بالإستجابة بتاريخ 26 من جمادى الأولى 1304هـ ..
وتحقيق مطالب التجار فعادت بإعمار القرية وإحاطتها بسور من جهاتها الأربع ، وله دروازتين من جهة الشرق ، ودروازة من ناحية الغرب ..
وقال إعتمد الأهالي في الماضي على الزراعة وفي ري مزارعهم على العيون الفوارة التي تشتهر بها منطقة الأحساء ، حيث تروى نخيل الشهارين من ” عين برابر” المشهورة ، وبعض طوايح الأنهار التي تمر بمزارع البلدة ومتها
- نهر الخدير .
- نهر الخدود .
واعتمد الأهالي في شربهم على ” عين برابر” ..
ويعتبر نهر النقبة المتفرع من نهر الخدود بطرف الشهارين الزراعي ..ونهر الرقيع المتفرع من نهر سليسل وتروي بساتين طرف الشهارين الزراعي .. ومن الأنهر التي تروي طرف الشهارين الزراعي نهر المنجي ويحصل على الماء من طوايح عين الخدود .. ونهر الباشا من الأنهر الثانوية التي تروي طرف الشهارين الزراعي ..وينسب هذا النهر إلى نهر الباشا من سكنة قرية الجبيل .
نهر الثلثا من الأنهار التي تروي بساتين طرف الشهارين الزراعي لأن البساتين التي تقع بجواره تروي وتحصل على حصتها هو يوم الثلاثاء .
ونهر الدوغاني من الأنهر القديمة المتفرعة من نهر سليسل والتي تروي طرف الشهارين .
ومن الأنهار التي تروي بساتين نهر الخديد ، وهو نهر متفرع من نهر الشيباني .. ونهر مطلق الواقع بطرف الشهارين من الأنهر الثانوية التي تروي بساتين الشهارين .
أما في الوقت الحاضر فقد اعتمد المزارع في ري مزرعته على قنوات الري التي تخترق مزارع البلدة من الشمال والشرق والغرب .
- التعليم :
ويتعلم الصبيان في الماضي في مدارس المطوع ، ولايوجد في ذلك الوقت الا مطوع واحد يسمى ” عبد الحميد الحسين ” حيث تعلم الصبيان على يديه القرآن الكريم ، ومبادىء الحساب .
وبعض الموسرين يرسل أولاده إلى القرى القريبة من البلدة مثل ” بلدة المنيزلة” حيث يتعلم أبناء الشهارين على يد ” المطوع السيد أحمد حسين الدليم الحساب والكتابة .
- عمداء بلدة الشهارين :
تعاقب على عمودية الشهارين بعض الرجال المخلصين الذي نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم ومنهم :
- حسن بن علي الدالوي .
- علي بن حسن الدالوي من عام 1371هـ .
- أحمد بن علي بن حسن الدالوي ، وهو الذي التقيت به وعرفنا بالشهارين .
- من الآثار بالبلدة :
يوجد بالبلدة قصر كبير يسمى” بقصر محمد العجاجي ” وفي الجنوب من البلدة توجد مقبرة قديمة كبيرة .. أما القصر فلم بيق منه سوى اساساته حتى سور البلدة إختفت معالمه .
حاضر البلدة :
عندما نقرأ لمن كتب عن وصف مدن وقرى الأحساء في الماضي سواء كان من الرحالة أو من أبناء هذا الوطن نجد أن الفرق كبيراً جداً .
فبلدة الشهارين شهدت تطوراً ملحوظاً والامتداد العمراني بدأ يتسع غربا وارتبطت البلدة بمدن وقرى الأحساء بطريق معبد ، فامتد عمرانها غرباً وجنوباً غرب بعد أن كانت قرية مختفية بين النخيل أصبح عمرانها يرى من بعيد فشوارعها واسعة خاصة في الأحياء الجديدة ،
كذلك توفرت بعض الخدمات والمرافق التي يحتاجها المواطن مثل : الماء ..الكهرباء .. الهاتف وجزء من أحياء البلدة شملته خدمات الصرف الصحي .
إضافة إلى إنشاء المدارس بمختلف مراحلها للبنين والبنات من أجل تطور حركة التعليم في البلدة كذلك يوجد مركز صحي لخدمة البلدة .
والتصقت بلدة الشهارين مع المنصورة فأصبحتا توآمان ، والتهم العمران والتطور بعض مزارع البلدتين ، حيث تبهرك بجمال المباني الكبيرة المشابهة للقصور ، مع إتساع الطرق ، وقد تقف متعجبا كيف أصبحت الشهارين والمنصورة بهذا التطور الهائل الذي يجبرك أن تزورها أكثر من مرة !!