الرئيسية > أخبار السعودية > زوجة بين نارين

زوجة بين نارين

الجزاء الأول

الكاتبه : تيسير محمد عوض

من السودان الشقيق تشارك معنا في الصحيفه بقصة قصيره بعنوان (زوجه بين نارين ) ومن عدة احزاء

مقدمة و كلمة الكاتبة

قصة قصيرة بعنوان

زوجة بين نارين

تحياتي وتقديري …
عظيم الامتنان لكل من يتابع هذا القصة كتجربة أولى لي في كتابة القصة القصيرة…
هي محاولة لمعالجة مجتمعية تعج بمثل هذه القضايا الشائكة
قد يتفق معي البعض وقد يختلف الاخرين.

الاسماء التي ورد ذكرها في القصة افتراضية من وحي خيالي …

ارائكم محل احترامنا
تهمنا وتسعدنا
دمتم بخير …
تيسير محمد عوض

(الجزء الاول )

بقلمي تيسير محمد عوض✍🏻

كانت مريم فتاة حالمة كغيرها من الفتيات في سنها ، تتوق للرومانسية وتحلم بالفارس الذي سيأتيها على جواده الابيض ويحملها الى عالم ملؤه السعادة والفرح والحبور والحب ،ينطلقان سوياً الى جنة الارض .
وعلى الرغم من إعجاب الكثيرين بها وبأخلاقها الطيبة ورزانتها ولاسيما انها من أسرة عريقة ذات حسب ونسب إبنة الاستاذ محمد الذي تخرج على يديه عشرات الطلاب النوابغ الذين كبروا ووصلوا الى أماكن مرموقة وشغلوا وظائف بولاية الجزيرة ، والسودان عامةً وخارج القطر ،.
جميع أهل المنطقة يحترمونه ويقدرونه كنموذج نادر لرجل التعليم الحقيقي في إخلاصه ونزاهته ، وصرامته ،ربى ابنائه الخمس ولدان وثلاث بنات على الاستقامة والثقة بالنفس والاجتهاد والعمل الدؤوب ،كانت هي البنت الكبرى ، يسبقها ماهر ومن بعدها تاتي مودة ثم مرام أما مؤيد المشاغب أصغرهم .
والدتها الاستاذة سلمى معلمة رياضيات بالمنطقة…
نشأت في كنف والديها وجدها العصامي ابن الشمال الذي بنى نفسه بنفسه حيث اشتغل بالزراعة في مشروع الجزيرة وتزوج من نفس المنطقة .
تلقت من والديها تربية طيبة هي وإخوتها وغرسوا في نفوسهم حب الله ورسوله والوطن وتلقوا تعليم جيد في افضل الجامعات السودانية ،حيث درست ادارة اعمال وماهر طبيباً ومازال اخوتها الأصغر منها في المراحل التعليمية المختلفة …
كانت ذكية لماحة ، جذابة ومحترمة ،كل هذه المقومات أهلتها لتكون محط إعجاب الكثيرين ،بل وتسابقوا لخطب ودها ،تقدم لخطبتها عدد ليس بالقليل ولكن كانت ترفض ،لم تعثر بعد على فارس أحلامها الذي رسمته في مخيلتها فكانت تعتذر بكل ادب ولباقة بانها تود ان تكمل دراستها على أمل انها ستلتقي بمن يخطف قلبها ،ففي ذلك الوقت لامجال للقصص العاطفية فالمجتمع لايرحم ولايقبل بهذا النوع من العلاقات فلابد ان يطرق الشباب البيوت من ابوابها هذه أعراف وعادات اهل البادية والريف ولاسيما انها من أسرة عريقة …
شاءت الأقدار ان ترتبط تلك الفتاة بشخص آخر ، وبطريقة تقليدية اذ تقدم لخطبتها رجل لاتعرفه ،مدحه الآخرون لها ولأهلها ، رسمت في مخيلتها سيكون انساناً طيباً خلوقاً ويمكن ان يكون زوجاً صالحاً ، لا مشكلة فالحب يأتي مع العشرة وسيعيشان معاً اجمل ايّام العمر وسيحبها حباً جما وايضاً هي ستجعله اسعد انسان في الكون وسرحت في أحلامها الوردية ..هكذا كان انطباعها الاول عنه ، وعن الزواج بصفة عامة ،لم يكن بينهما تواصل مسبق تعرفت اليه عن قرب بعد الزواج ، كان في غاية اللطافة معها ومع اَهلها ، ،يهتم لأمرها ، عمل جاهداً ان يتم ذلك الزواج بسرعة خاطفة كالبرق ،لم يمهلها وقتاً للتفكير ،فبين عشية وضحاها تم عقد قرانهم ، وكان زواج محضوراً من الريف والحضر ،كرم أهل الجزيرة الخضراء كان حاضراً ممزوجاً بطيبة ناسها ، أقاموا الولائم وامتد الزواج لايام وانتهى بسفر العروسين ، وتفرق المعازيم والاهل وعاد الجميع الى ديارهم مستأنسين بعد ان قضوا ايّام وليالِ جميلة مع الاحباب ،اذ كانت من المناسبات الراسخة في اذهانهم اجتمع اهل البلد والعاصمة والولايات الاخرى مع العشيرة في الجزيرة عندما كانت الدنيا بخير ونادر مايحدث ذلك الالتحام والتلاقي الا في المناسبات الكبيرة مرة بعد عدة سنوات …
وبطبيعة الحال البدايات جميلة ، كل طرف يتسابق لارضاء وإسعاد الآخر ، قضيا معاً اجمل ايّام العمر ، جابا مناطق السودان المختلفة وبعد شهرين من الزواج استأجر أيمن شقة وأسسها على ذوقه لا غبار عليها مكتملة من ناحية الأثاثات والكماليات، انهمكت مريم بإتمام ماينقصها وساعدتها مرام شقيقتها في ذلك بالتاكيد اَهلها وأهل زوجها سيأتون الى زيارتهم في أقرب فرصة، لابد ان تترك انطباع طيب وأنها ست بيت ممتازة من طراز فريد ،وانصرفت بكل طاقتها لتلك الحياة الجديدة .
تمت دعوتهم على دفعات نسبة لصغر مساحة الشقة كي يتسنى لهم إكرامهم والقيام بواجب الضيافة .
شقيقها ماهر كان غير مقتنع طبعاً بانها اصبحت انسانة مسؤولة وانتقلت للعيش في مكان اخر بعيداً عنهم وعن والدتها فكان يقول لها (برجعوك بخبيزك ) كناية على انها لاتعرف شيء عن الطبخ ، فنادراً ماتدخل المطبخ وان حدث تساعد والدتها باشياء بسيطة غسيل العدة او تجهيز بعض السلطات والعصائر ، وتنظيف وترتيب المنزل .
والدتها كانت تحب ان تقوم باعمالها بنفسها من غير ازعاج من اي شخص آخر ، الى ان تنتهي من أعمالها تخرج مرة واحدة ومن ثم يدخلن البنات كل واحدة على حسب مهامها التي اوكلت اليها هكذا طبعها ،و عندما تردد عليها ماهر وجدها تعلمت كثيراً من الفنون واصبحت ست بيت ماهرة فاعجب بشخصيتها الجديدة ايما إعجاب .
ذات مساء كانت في بيت اَهلها أخبرتها قريبتها انها ستزورها غداً في شقتها الجديدة فرحت مريم فرحاً شديداً لانهاكانت تعزها وتقدرها وقفت بجانبها في زواجها وقفة مشرفة تركت بيتها واتت ومكثت معهم ايّام قبل الزواج وبعده ولَم ترجع الا بعد مغادرة اخر ضيف .
قالت مريم لأيمن سياتون لزيارتنا اليوم نجوى وصلاح اريد بعض الاشياء للبيت .
قال ايمن :لاداعي لذلك الجود بالموجود
لم تكترث لما قال وجهزت كل مابوسعها ان تفعله لتكرمهم
وفي المساء عندما كانت تضع اللمسات الاخيرة استعداداً لاستقبال الضيوف سمعت طرقاً خفيفاً على الباب فتحت بسرعة و وجدتهم جميعهم كما توقعت حاملين معهم هدية لها واستقبلتهم فرحة مسرورة بالأحضان وضيفتهم بما اعدت لهم .
مكثوا اكتر من ساعة في الصالة يسترجعون ذكريات الزواج وأحداثه الطريفة وتتعالى الضحكات ويتفرجون على البوم الصور وأيمن في غرفته لم يخرج ليسلم عليهم ،وعندما هموا بالمغادرة دخلت اليه وأخبرته بان الضيوف على وشك المغادرة ،فاتى على مهله وسلم عليهم وبدورهم جلسوا قليلاً يتبادلون أطراف الحديث وهموا بالانصراف وودعوهم رغم إلحاحها الشديد عليهم بان يتناولوا العشاء معهم لكن اعتذروا بان أمامهم مشوار آخر …

نلتقي بكم في الجزاء الثاني من القصه

زوجة بين نارين

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

الفتح يدشن أطقمه الجديدة بتصميم مستوحى من التراث الأحسائي وشراكة مع هيئة تطوير الأحساء

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : ماجد إبراهيم الغنيم .. دشن نادي الفتح ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com