أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > مروا بالأحســــاء ..

مروا بالأحســــاء ..

الشاعر عثمان بن سيار في ظلال جبل الأربع ..

صحيفة همة نيوز : أ. عبدالله المطلق ..

جبل الأربع هو أحد جبال محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، وهو يقع على الطريق المتجه إلى دولة قطر ، وهو أحد مجموعة الجبال في الأحساء ، ويقع في جنوب مدينة الطرف ..

والشاعر عثمان بن سيار المحارب كان برفقة مجموعة من زملائه إلى الأحساء وكان ذلك عام 1375هـ /1955م ، حيث قاموا بنزهة برية إلى صحاري الأحساء ، وكان من بين الأماكن التي زاروها جبل الأربع الواقع جنوب مدينة الطرف ، فجادت قريحته بقصيدة شعرية وثقها في ديوانه المعروف باسم : ( بين فجـــر وغسق ) فقال :

بين كثيب الرمل والأربع
ألق عصا التسيار، وأستمتع

وامرح كما تهوى ، فان الربى
تمرح في ظل الصّبا الممرع

أغصانها ميّاسة تزدهي
وطيرها يشدو، أصخ تسمع

وسرح الطرف فهذي الرؤى
من رائع الحسن إلى أروع

أنسامها فاغمة تبعث الـ
روح لقلب بالفلا مولع

شتى ضروب الحسن مجلوة
بين كثيب الرمل والأربع

فاطرح ثقيل الهم في سفحه
وناغها في جذل وأرتع

هنا جلال الكون يتلو على
سمع اللبيب قدرة المبدع

سفر به الآيات مسطورة
في نسق يخلب ليّا يعي

فالهضبة الشّمّاء تحنو على السـ
سهل بظل وارف مشرع

سال على أقدامها الرمل كالا
بريز ، فاختالت على الأربع

ترنوا إلى الكثبان ، مزهوة
كما رنا مثر إلى مـدفع

وترسل العبرة للمجتلي
من غابر الدهر ، وما تدعي

وللغدير صفحة مازها
بمثلها ماء ، ولم يسطع

كأن للنسمة في جوفه
سرّا طوتـه أضلع المشرع

والنخل كالدأماء مخضوضر
يطاول الهضبة بالأذرع

كأنما رام لهازورة
فالتف لم يقدم ، ولم يرجع

لله يوم بين أكنافهتا
مرّ كلمح الطيف بل أسرع !

قضيته جذلان في نخبة
من الشباب كلهم المعي

من كل ندب في سبيل العلا
ان تدعه في همـّة يهرع

ضموا إلى حسن الفعال وأفــ
عال الرجال شرف المنزع

ان شمّروا للجد عن ساعد
عاد عصيّ القصد كالطيّع

وان ألـمّ الهزل ألفيتهم
يسمون في طهر عن الأقذع

للوطن الغالي بأعناقهم
عهد على ماشاء من مطمع

  • سيرته الذاتية :

عثمان بن سيّار المحارب (10 يناير 1930 – 30 مارس 2011) (10 شعبان 1348 – 25 ربيع الآخر 1432) شاعر سعودي. ولد في مدينة المجمعة ودرس فيها ثم في مدرسة دار التوحيد في الطائف، ثم التحق بكلية الشريعة في مكة، وبعد تخرّجه عيّن مدرّسًا في معهد الأحساء، وبعده مفتّشًا في إدارة الكليات والمعاهد العلمية ، عمل موظفاً في سلك التعليم بالسعودية، قبل أن ينتقل إلى المغرب ليعمل في مكتبة الملك عبد العزيز فيها (مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية حاليًا)، فتزوج وعاش هناك بعد تقاعده حتى وفاته ..غلبت عليه النزعة القومية العربية وله دواوين شعر مطبوعة.

  • سيرته :

هو عثمان بن سيار بن عثمان بن حمد بن فليّح بن حفير بن سيّار بن شقير المحارب. وأسرة آل المحارب في المجمعة من بني خالد وهم عشيرة تنتسب إلى بني مخزوم من العدنانية. والدته هي سارة بنت عبد الله بن محمد بن سليمان الركبان من قبيلة باهلة في المجمعة. ولد عثمان بن سيار في حي الحزم بالمجمعة فجر يوم 10 شعبان 1348 / 10 يناير 1930 ونشأ فيها في عائلة فقيرة ووالده فلّاح أمي وكذلك والدته كانت أميّة، وهو ابن البكر لهم.

  • سنواته الأولى وتعليمه:

تلقى تعلّمه الأول في كتّاب المجمعة، فتعلّم القراءة والكتابة في كتّاب أحمد الصانع (المتوفي 1357هـ)، ثم انتقل إلى مدرسة أهلية أنشأها عثمان بن ناصر الصالح، ثم في مدرسة نظامية وهي المدرسة السعودية الابتدائية. وفي عام 1364 هـ/ 1945 م سافر إلى الطائف للدراسة في دار التوحيد. وفي دار التوحيد درس المرحلة المتوسطة والثانوية ونال شهادتها عام 1369 هـ/ 1950 م ثم التحق بكلية الشريعة بمكة، وتخرج فيها عام 1373 هـ/ 1953 م ثم سافر إلى القاهرة وحصل على دبلوم الدراسات اللغوية والأدبية من معهد البحوث والدراسات العربية في عام 1383 هـ/ 1963 م.

مهنته وعمله :

في مطلع عام 1374 هـ/ 1955م وبعد إنهاء دراسته في كلية الشريعة‌، عمل مدرسًا في معهد الأحساء ثم نقل إلى التدريس في معهد المجمعة في 1377 هـ/ 1958 م. ثم عُيّن مديرًا لمعهد شقراء في 1378 هـ /1959 م، وفي هذا العام نقل إلى التفتيش في إدارة الكليات والمعاهد العلمية حتى أصحبت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ثم عُيّن مستشارًا لمديرها ، وبعد خمسة عشر عامًا انتقل إلى وظيفة في المكتب الثقافي للحرس الوطني في لندن وبقي هناك حتى تقاعد ، م حصل على تمديد خدمته ست سنوات، نُقِل في بدايتها إلى وظيفة الأمين العام لمكتبة الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدار البيضاء (مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية حاليًا) في المغرب، ثم مديرًا لمكتب المجاهدين هناك حتى أُحيل للتقاعد.

  • وفاته :

توفي عثمان بن سيار في المغرب في 30 مارس 2011/ 25 ربيع الآخر 1432 ووصل جثمانه إلى الرياض في 2 أبريل/ 28 ربيع الآخر، وتمت الصلاة عليه في جامع الملك خالد في أم الحمام.

  • شعره:

حافظ في شعره على الشكل التقليدي للقصيدة العربية، وتناول شعره موضوعات عدة، كان أبرزها الشعر القومي والحب العذري. نشر كثيرًا من شعره في الصحف والمجلات المحلية‌ والعربية‌ وكان يوقعه غالبًا باسم مستعار وهو عميد. وصفه إميل يعقوب «شعره جيّد، نحا فيه نحو الأقدمين شكلًا وغلبت عليه النزعة القومية العربية مضمونًا.» وقد يجسّد عثمان ابن سيّار في شعره حمله أكثر مما يجسّد حياته الواقعية‌ «فيكون شعره قناعًا يخفي خلفه حقيقية شخصيته، أو صورة للحياة التي يريد الشار أن يفر منها».

  • مؤلفاته:
  • ترانيم واله، 1960م، يضم اثنتين وأربعين قصيدة.
  • إنه الحبّ، 1982م، يضم ثمانيًا وستين قصيدة.
  • بين فجر وغسق، 1990 يضم ثلاثًا وسبعين قصيدة.
  • خمسة أبيات، 1997م، يضم مقطوعات شعرية من خمسة أبيات، بلغ عددها مئة وتسعًا وثلاثين مقطوعة.
  • البقايا، مخطوط، وهو ديوان يضم قصائده قديمة.

و نالت الطالبة الأدبيّة السعوديّة مشاعل بنت محمد آل مشاري في 2010 م، درجة الماجستير من قسم الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن بحثها شعر عثمان بن سيار: إتجاهات الرؤية وجماليات الأداء -” وفي العام نفسه نشر مفرح بن إدريس أحمد سيد، عن طريق مركز النشر العلمي في جامعة الملك عبد العزيز، بحثاً بعنوان الغزل في شعر عثمان بن سيّار: إتجاهاته وخصائصه الفنية.

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

نادي الجيل يوقّع اتفاقية شراكة مع مركز أور الرياضي

Share this on WhatsApp ناصر السلطان انطلاقًا من رؤية المملكة العربية السعودية في دعم وتطوير ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com