صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم أ.علي بن طاهر العرفج ..
الطرف .. لعل دلالة اسمها لا يترجم ملامح الجغرافيا الإجتماعية الحالية لكنه قطعا ينطوي على عمق تاريخي يتوغل في تفاصيل الحياة الأحسائية عاكسا وجه مدينة (سعودية/خليجية) معاصرة إمتلكت عوامل النمو المستمر تلك التي تجعل منها فكرة ناضجة لتقديم نموذج عمراني اجتماعي مدني (يتطور باستمرار) مصداقا لتصنيف وتوصيف منظمة اليونسكو لمجتمع واحة الأحساء .
لماذا الطرف ؟
أولاً : الجغرافيا
تتموضع مدينة الطرف في الركن الجنوبي الشرقي لواحة الأحساء بامتداداتها السكانية الطبيعية الَمضطردة قابضة على موقع استراتيجي استثنائي لم يتوفر لأي نظيرة لها في المحافظة ؛ فضلعها الجنوبي يتكئ على طريق الخليج الذي يربط الواحة بثلاث دول خليجية هي بالتوالي قطر والإمارات المتحدة وسلطنة عمان . وهي بذات الضلع ترتبط باتجاه الشمال الغربي بالطريق المؤدية إلى العاصمة مدينة الرياض مرورا بمطار الأحساء الدولي . وهي أيضا تطل بهذا الضلع على مجتمعات الأحساء الجنوبية من قرى وهجر ضمن مشروع الغويبة الزراعي .
أما شرقا فهي تتكئ على الطريق الدائري الشرقي الذي يمتد من تقاطع طريق الخليج ليطوق الواحة شرقا باتجاه الشمال ليرتبط بطريق الظهران مرورا بطريق العقير ومدينتي العمران و العيون .
أما شمالا فهي تتشارك وعدة مدن كالجشة والجفر وغيرها بالاتصال بطريق العقير الذي ينطلق من قلب مدينة الهفوف غربا لينتهي على ساحل الخليج العربي شرقا في ميناء العقير التاريخي .
أما غربا فتكتنفها الكثبان الرملية التي تحتوي على عدة مواقع تاريخية كأبي حريف الأثري وصخرة النصلة وجبل دخنة َوجبل الأربع ومن المخطط أن تكون هذه الكثبان موقعا مسقبليا لحي سكني حكومي يسمى ب (حي الرياض) . هذا بالإضافة إلى احتضانها لمخطط ضاحية هجر الذي يعد من أكبر المخططات السكنية الحكومية في السعودية .
إذن بهذه الأبعاد الحالية تحتكم مدينة الطرف على مساحة شاسعة تقدر بمئة كيلومتر مربع أو بخط محيطي يبلغ أربعين كيلومترا طوليا .
ثانيا : التاريخ
تاريخ هذه المدينة حافل بالقصص والحكايات الكبيرة في التلاحم والعطاء والرجولة والنخوة .
ثالثا : المجتمع
مجتمع مدينة الطرف مجتمع رائع ومحبوب ووقاد بالإبداع وهو على علاقات طيبة جدا بكل جيرانه من مدن مجتمعات بادية وحاضرة . ويشارك بشكل جميل في الفعاليات المحلية والوطنية .. وهو مجتمع نموذجي في التلاحم والمحبة فهو يضم في حناياه الطائفتين الكريمتين السنة والشيعة.. وهو من المجتمعات المتعلمة مبكرا ويضم كثيرا من الشخصيات الوطنية المشهودة .
أخيرا
مع القرار والتوجه المحلي بالتوجه العمراني أحسائيا نحو البحر شرقا هل ستلعب الطرف دورا بارزا كالمعتاد في تنمية الأرض والإنسان ؟
