الوطن الآمن 87

الوطن الآمن هو قوام الحياة، بل أهم من الطعام والشراب وجوده ، فإذا فُقدَ الطعام صبر الإنسان، ولكنه إذا فُقد الوطن فُقد معه كل شيء، فالوطن هو الرحم التي تحملنا بعد رحم أمهاتنا، الوطن هو الشجرة المباركة الطيبة جذورها في قلوب أبنائه لا تنمو تلك الشجرة إلا بتضحياتهم ولا تُسقى إلا بعرق جبينهم، ولا تثبت إلا بحرصهم وعنايتهم وقوة بأسهم، وإن أي ملكٍ في الأرض اليوم لن يشدَّ الله -جلَّ وعلَا- ذلكم الملك بعد تقواه وطاعته والخوف منه إلا بأبنائه الذين يعيشون على أرضه متماسكين أقوياء صابرين مضحين.

بلاد الحرمين ؛؛؛
من نعم تعالى فالوطن الآمن نعمة مباركة ودعاء مبارك من نبي الله إبراهيم عليه السلام :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ }
لماذا أحب وطني
لأن به قبلة المسلمين وجعلها ربي آمنة
{وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا}
[البقرة: 125]

 الوطن مهما غادرته وارتحلت عنه وسافرت، فإن قلوبنا فيه، إذا سافرنا أو ارتحلنا أو ذهبنا سبقتنا قلوبنا إلى أوطاننا، سبقتنا قلوبنا إلى بلادنا، سبقتنا قلوبنا إلى مساكننا، ما هذا الشوق العجيب!

نكبر فنغادر أحضان أمهاتنا ونترك حليب ثديهن ولكن يصبح الوطن هو الحضن لنا الذي يحتضننا باقي حياتنا إلى أن نوضع في تلك الحفرة الصغيرة من الأرض، أرضه التي نعمرها ونشب فيها ونسقي أنفسنا من نتاجها وخيراتها وثمراتها وأمورها، نكرر صغارا: عاش الوطن!

لكن الوطن لا يعيش إلا بحبٍ صادق يعمر ذلكم الأسرة الصغيرة التي تبني جيلًا ثم تبني جيلًا ثم تبني جيلا، نعم، تلك الأسرة التي تغمرنا بدفئها فلا معنى للأسرة إذا ذهب الوطن وتشرد الناس، جدد حياتك وجدد حبك، تجديد الوطن بالحب ليس هو بيوم واحد ترفع فيه الشعارات .

الوطن ليس حبه بشعارات على سيارات، ولا حبه بعلامات تجارية، بل هو أعمق من هذا كله، يقف صلى الله عليه وآله وسلم عندما خرج من مكة فإذا به يردد: “علمت أنك خير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت”  

نعم، هذا هو وطنكم، وهذه هي قبلتكم، التي تحتضن المسجد الحرام، أول بقعة وضعت على الأرض، طاهرة مطهرة مباركة، هذه بلادكم فيها مسجد نبيكم عليه الصلاة والسلام

فالأهتمام بتربية الأسرة على حب الوطن والتطور والأرتقاء به في الحياة العلمية والعملية والنجاح في الحياة فإنه شكر للوطن نسأل الله دوام الأمن والآمان .
والمملكة العربية السعودية من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله تعالى إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده ونحن نرى التطور والإرتقاء والتميز والنهضة البرّاقة نسأل لهذا الوطن المزيد من الخير والبركة والتوفيق
               
(فكم والله نفخر أننا سعوديون والحمدلله )

       ?كتبه / 
د.إبراهيم بوبشيت
 مدير عام مركز زاد الحكمة للاستشارات
  إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بالاحساء- الطرف

عبدالرحمن الاصيل

Comments (0)
Add Comment