#اليوم_الوطني_٧٨

الكاتب : عبدالرحمن البديوي

الوطن ليس هو البقعة الجغرافية التي تحدد من الجهات الأربع بالبحر أو بدولة أخرى . وليس هو البقعة الجغرافية التي نعيش عليها و نتنفس هواءها و نشرب من مائها و نأكل من خيراتها و ننام في أحضانها آمنين مستقرين. و إن كانت كل تلك الصفات هي أضواء كاشفة على الوطن بيد أن هذا ظاهره. إلا أن حقيقة الوطن هي تلك المشاعر و الأحاسيس التي نستشعرها و نعيش بها .

الوطن هو ذلك الشيء الغالي و المقدس الذي يعيش في قلوبنا و تنبض به قلوبنا و يجري في دمائنا. الوطن هو الأغلى دائماً من المال و الولد و الأهل و الروح و هذا هو الانتماء للوطن و الولاء له و صدق شوقي حين قال :

وطني لو شغلت بالخلد عنه … نازعتني إليه في الخلد نفسي

فلا شيء يعدل الوطن عند الكائن الحي من نبات و حيوان و إنسان. و المملكة بصفتها وطن الحرمين الشريفين لا تغفل أبداً عن الإحساس بآلام المسلمين في شتى بقاع الأرض فهي تمدهم بالعون و تدافع عنهم بالغالي و النفيس. لذلك وصلت مساعدات المملكة الغذائية و العلمية إلى أدغال أفريقيا و غابات آسيا حيث أسلمت قرى بكاملها في أفريقيا عندما وصلهم التمر السعودي. و تغير ملامح فئات من الناس في آسيا عندما وصلهم القرآن الكريم الذي طبعته المملكة ناهيك عن البعثات العلمية الدعوية التي حملت لواء التعريف بالإسلام و انتداب مدرسي القرآن الكريم إلى هناك. و نحن بصفتنا سعوديين نفخر بهذا الإنجاز الدعوي و قبل ذلك نرجو به ما عند الله. و المملكة عانت من خطر الإرهاب و التطرف الديني فدفعت بالشهداء الذين تصدوا لهذه الفئة الضالة التي خدعتها مجموعة ماكرة اتخذت الدين سلماً تتسلق عليه لأغراض دنيوية تافهة و غررت بالشباب و الأحداث ومن قل علمهم مما جعلهم يتسابقون إلى ذلك السراب اللامع الذي لا يتعدى كونه إغراء. هؤلاء الفئة أفرغوا معنى التدين من مضموناته العالية فبدلاً من أن يكون للأخرة صار للدنيا ألا ساء ما يصفون.

 

ولمعالجة هذه النزغات الشيطانية و الترهات الفكرية ارى أن العلاج يأتي من المسجد و المدرسة و الخلية الأولى و هي البيت و الأسرة فعلى هؤلاء ترميم ما هدم من شخصية الحدث ( الابن ) فنلتقطه قبل السقوط و الهلاك.

عبدالرحمن الاصيل

Comments (0)
Add Comment