صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر ..
يعتبر المسجد دورا للعبادة ونسميه باللهجة العامية ( المسيد ) وهو يختلف عن المصلى المخصص لصلاتي العيدين وعن الجامع الذي تقام به صلاة الجمعة، بالإضافة لإقامة الصلوات الأخرى ، والاختلاف الآخر عنهما أن الطاقة الاستيعابية بهما أكثر .
والمسجد هو سمة من سمات الفريج ويسترشد به في بعض الأحيان مثلا نقول يوجد مخبز ( فرن ) حديث بجوار مسجد دريب بحي العيوني أو تباع قوالب الثلج ( الفلج ) عند إبراهيم يوسف القطينة ( بوبلال ) بالقرب من مسجد بومنارة في فريج المصبغة .
وقد نجد عدة مساجد بالفريج الواحد ونلحظ أن مساجد الكتلة العمرانية القديمة لمدينة المبرز متقاربة المسافة ماعدا مسجد مصبح الذي يقع في شمال غربي حي العتبان فهو منفرد لوحده ، وعادة تبنى بعض المساجد بواسطة أحد المقتدرين تقربا منه لله عزوجل .
(من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ).
ومن هذه المساجد مسجد حارتنا القديمة حارة الحويتمية بالقرب من براحة الخرايب في حي السياسب والسكة ( الصكة) التي يقع عليها هذا المسجد كانت سكة سد ( طريق غير نافذ ) هذا المسجد هو مسجد ( هرفيل )الذي بناه أحد القادة العثمانيين إبان تواجدهم في محافظة الأحساء .
ولايزال يحمل اسمه حتى الآن والمسجد بسيط في البناء والتصميم وصغير المساحة فهو مبني بالطين والحصى والجص وطوله من الشرق الى الغرب تقريبا 22م وعرضه من الشمال إلى الجنوب حوالي 17م ، و يتكون تصميمه من الأقسام التالية :-
1-فناء المسجد :- ويسمى ( الحوي – الصحن ) وبه مئذنة (منارة ) المسجد وهي متوسطة الارتفاع وعدد درجاتها تقريبا عشر يصعدها المؤذن أثناء رفع شعائر الأذان والمنارة مفتوحة من الجهات الأربع حتى يسمع سكان الفريج الأذان بوضوح .
كذلك نجد بالحوي النعش لنقل الموتى للمقبرة بواسطته بعد الصلاة على الجثمان ،
ففي الماضي يتم تغسيل الموتى بالبيوت وبالاخص النساء ، كذلك تؤدى بالحوي (الصحن ) بعض الصلوات وقت اعتدال الطقس خاصة صلوات المغرب والعشاء والفجر ، حيث يتم فرشه بالمدة ( هي بمثابة سجادة طويلة تصنع من أعواد الأسل جمعها مداد ) .
أويفرش بالبسط المصنوعة من خيوط الصوف والأقمشة المقلمة بخطين أزرق وأحمر .
2-رواق المسجد :- ويقع بين الخلوة غربا حيث تكثر بالجدار الروازن جمع روزنة ( الروزنة هي تجويف داخل الجدار وبين الفوقية والتحتية عوارض خشبية من جذوع النخيل أو الأثل ) . والرواق مفتوح ومطل شرقا على الحوي ( الصحن – الفناء ) حيث يرتكز على الأعمدة التي تربطها الكمرات الجصية الجميلة ،
والرواق أيضا مخصص للصلوات في وقت اعتدال الطقس وهومفروش أيضا بالمداد أوالبسط .
3- الخلوة :- وهي المكان الرئيس لأداء الصلوات وبها المحراب الرئيسي وتكثر بها الروازن الطولية لوضع المصاحف بها وكذلك السرج جمع سراج ( وهو الفنر ) أو الأتاريك وهي مصابيح يدوية تشعل بالكيروسين ( القاز ) للإضاءة .
شوبالماضي عندما يتم وضع الإتريك على جدار المسجد أو على سلم المئذنة أوفي وسط فناء المسجد يعرف الناس أن هناك زواج بالفريج وبالروزنة المباخر لتعطير المسجد بالروائح الزكية من العود والعنبر ، والخلوة مفروشة بالمداد والبسط على شكل صفوف طولية مثل ماهو موجود بالصحن ( الحوي ) والرواق .
4- مكان الوضوء :- ويضم الآتي :- أ- القليب ( الجليب ) وتحيط به جدران دائرية تصل إلى مستوى متر تقريبا يركب بجانبه جذوع النخيل بصورة رأسية تعرف بالمركب وبه المحالة ( البكرة ) يتدلى منها حبل الأرشا الذي هو رسن الدلو وذلك لتزويد الموضأة بالماء من القليب وسكبه في القرو ( الموضأة ) .
ب- القرو :- ويسمى بالموضأة وهو مستطيل الشكل طوله 2/5م وعرضة 1/5 م يتم تعبئته بالماء المرفوع ( المزعوب ) من القليب وبالأسفل مقسم إلى أقسام صغيرة بحجم منكبي الرجل يفصل بينها جديرات صغيرة لستر العورة بين المتوضئين ، وفي وسط كل قسم بلابيل وهي بمثابة صنابير ينساب منها الماء لكي يتوضأ الشخص وتسد بواسطة خيط معلق بجانب كل بلبول بعد إكمال الوضوء .
ج- المسبح :-
لاستحمام عابري السبيل وأبناء الحارة وهو عبارة عن خزان من صفيح يتم ملؤه بالماء من القليب بين الحين والحين الآخر .
5-بستان المسجد :-
وبه أشجار النخيل المتنوعة ويسقى البستان بالماء الذي ينساب من المواضئ والمسبح وثمار البستان ( التمر أو الرطب ) يستفيد منها الإمام والمؤذن .
هذا وقد تعاقب على الإمامة بالمسجد كل من الأسماء التالية:-
1-الشيخ أحمد محمد المصري .
2-الشيخ أحمد عبداللطيف اليحي .
3- الشيخ عبدالمحسن عبدالله العبدالقادر .
4- الشيخ ابراهيم عبدالله الصرامي .
5- الشيخ سعد علي الجوهر .
6- الشيخ حسن العبدالقادر .
7- الشيخ مبارك المقهوي .
8- الشيخ عبدالله سعد الصاهود .
9- الشيخ محمد العبدالقادر .
10-الشيخ فارس سعدون الفارس .
11- الشيخ وليد سالم الصاهود .
وحاليا الشيخ محمد أحمد الضحيان .
أما أبرز المؤذنيين فمنهم الأسماء التالية :-
1- صالح أحمد المقهوي ( المعروف بالكويتي ) .
2-خالد الريحان.
3- عبدالله مبارك المقهوي .
4-أحمد العبيد بوعبدربه .
5- عبدالرزاق سليم السليم .
6- الأستاذ سليم عبدالرزاق السليم .
7- مبارك فهد العويشير .
وحاليا الشيخ رياض علي الحيدر .
ومن الصور التي أتذكرها عند باب المسجد بالذات يوم الجمعة في صلاتي المغرب والعشاء وقوف بعض الأولاد عند باب المسجد بعد انتهاء الصلاة وفي أيديهم طاسة أو كأس وفيه ماء ينتظرون خروج المصلين لينفثوا ( ينفخوا ) وبعضهم يتمتم ببعض الأدعية أو يتلو ببعض السور وبعد انصراف جميع المصلين يعود حامل الطاسة أو الكأس إلى البيت فرحا ليسقي المريض من ذلك الماء المبارك والبعض يزيده ويطلب من المريض التروش ( يستحم به ) .
ومن الأمور الجميلة في الماضي يتم تخصيص نخل ( مزرعة – حيازة زراعية ) كوقف لبعض المساجد . رحم الله من رحل منهم وأطال الله عمر من بقي وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:- 1-كتاب مجد الأجداد قدوة الأحفاد تأليف الباحث/ صالح عبدالوهاب الموسى .
2-أ / عبدالله سعد الصاهود ( بوعبدالرحمن ) .
3-أ/ محمد سعد النصر . شكر خاص للمشرف التربوي
أ/خالد عبدالله إبراهيم الحليبي ( بوعبدالله )
.