صحيفة همة نيوز
✍️/بقلم اعلامي الصحيفه
احمد عبدالرحمن البن زيد
يُعدّ تطوير الذات من أهم الركائز التي يقوم عليها النجاح الفردي والجماعي، وهو عملية مستمرة تهدف إلى تنمية القدرات الفكرية والمهارات العملية والجوانب السلوكية للشخص، بما يضمن له التكيف مع متغيرات الحياة ومواجهة تحدياتها بكفاءة ووعي.
أولاً: مفهوم تطوير الذات
تطوير الذات هو السعي المنهجي لتحسين النفس عبر التعلم، والتدريب، واكتساب العادات الإيجابية، والتخلص من السلوكيات المعيقة. ويقوم هذا المفهوم على قاعدة أساسية، وهي أن الإنسان قادر على التغير متى ما امتلك الإرادة والوعي والالتزام.
ثانياً: محاور تطوير الذات
1. المحور المعرفي: يتمثل في توسيع دائرة المعرفة من خلال القراءة والبحث العلمي والممارسة العملية. فالمعرفة المستمرة تفتح آفاقاً جديدة وتزيد من القدرة على التفكير النقدي والإبداع.
2. المحور المهاري: ويشمل تنمية مهارات التواصل، والقيادة، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، وهي مهارات مطلوبة في الحياة العملية والمهنية.
3. المحور النفسي: يركز على بناء الثقة بالنفس، وتعزيز المرونة النفسية، والقدرة على ضبط الانفعالات.
4. المحور الجسدي: لأن العقل السليم لا ينفصل عن الجسد السليم، فممارسة الرياضة والالتزام بنمط حياة صحي يُعدّان من الأسس الجوهرية لتطوير الذات.
5. المحور الروحي والأخلاقي: يتمثل في تعزيز القيم والمبادئ، والارتقاء بالضمير الإنساني ليكون الإنسان أكثر التزاماً ومسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه.
ثالثاً: أهمية تطوير الذات
• النجاح الشخصي: من خلال وضوح الأهداف والقدرة على تحقيقها.
• التفوق المهني: إذ يُعدّ تطوير الذات شرطاً أساسياً للارتقاء في السلم الوظيفي والقدرة على المنافسة.
• العلاقات الإنسانية: فالشخص الواعي بذاته يكون أقدر على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم.
• التكيف مع المتغيرات: عالم اليوم سريع التحولات، ولا يستطيع الإنسان مواكبته إلا بمرونة فكرية وسلوكية.
خاتمة
إن تطوير الذات ليس مرحلة مؤقتة، بل مسار طويل يمتد طيلة حياة الإنسان. وهو استثمار حقيقي في النفس، يعود بالنفع على الفرد أولاً، ثم ينعكس على الأسرة والمجتمع بأسره. وكلما وُجدت الإرادة الصادقة والرغبة الجادة في التعلم والنمو، تحقق للإنسان ما يصبو إليه من توازن ونجاح ورضا داخلي