آباء وأجداد قابلتهم من الطرف (3 ) ..الشاعر حسين بن علي الشايع(١-٣ )

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

قصة مقابلتي مع الشاعر حسين الشايع :

سمعت من الآباء والأجداد أثناء مقابلتي معهم عن شاعر معروف في الأحساء والخليج العربي ، كان يردد شعره في كل مكان ، وخاصة الزهيريات والبوذيات .. لذا قررت زيارة الشاعر في منزله يوم الأثنين 21/11/1406هـ ، و الزيارة الثانية يوم الأربعاء الموافق 23/11/1406هـ 0. حيث كان الوقت عصرا .. طرقت الباب ..واستقبني أحد احفاده ، ودخلت المجلس فإذا هو جالس ينتظرني .. عرفته بنفسي ورحب بي خاصة عندما ذكرت له والدي ..فقال لي مرحبا بك ياولدي ..فقال : آمر ؟

فقلت له سمعت أنك شاعر معروف في الأحساء وجئت اليك من اجل ان أخذ منك مايمكن اخذه من شعر وزهيريات وبوذيات .. نظر الي وتأمل ملامحي .. فقلت له تفضل .. فبدأ يبوح بما لديه من شعر وأنا أقوم بالتسجيل لما يذكره .. نظر إلي ثم باح بزهيرية فقال :

نوخت يابن حمد لك حيد النبي

عندي برك بالإله تحت قبر النبي

ومتورخ في كتابك بإسمة نبي

معقل بصورة الرحمن مايحترك

لعنان ملوي على الشباك مايحترك

جبريل نادى بالسما مايحترك

• مولده :

ولد الشاعر في مدينة الطرف في عام : 1335هـ ، فنشأ وتربى بين أحضان والديه .. فلما بلغ العاشرة من عمره، بدأ البحث عن عمل ، فعمل في الفلاحة التي درت عليه أرباحاً كثيرة ؛ حتى امتلك مزرعة كبيرة .. ثم ترك المزرعة وعمل في الغوص وهو ابن السابعة عشر ، وقضى نصف عمره فيه .

ثم عاوده الحنين إلى وطنه .. فعاد وهو يحمل في ذاكرته ذكريات عبر عنها بشعر الموال الذي برز فيه .. ويعتبر الشاعر الأول في هذا النوع من الشعر .. ورغم أنه عمل في الغوص إلا أنه لم يصف لنا ماحدث له .. ولكنه استرسل كثيراً وأبدع عندما عاد إلى وطنه، فذكر في شعره كل المشاكل والصعاب التي حدثت في بيئته .. أيضا تغنى بالحب والغزل وهذا مانجده في شعره .. ويحظى الشاعر بمكانة عظيمة سواء في منطقة الأحساء .. أو في منطقة ” القطيف” ويعتبر الشاعر مرجعا كبيرا ، ويحفظ لأغلب شعراء الموال .

وفي حقيقة الأمر لم أعرف أنه شاعر !! إلا من بعد أن ذكرلي من قبل الآباء .. وبالفعل زرته في منزله ، وأجريت معه لقائين وكل لقاء أجتمع معه فيسرد كل شاردة وواردة دون الإطالة معه ، نظراً للمرض الذي يعاني منه .. ووجدت صعوبة في نطقه لبعض الحروف ! فأحياناً لاأستطيع كتابة ” الموالة كاملة “

• وفاته :

توفي الشاعر حسين بن علي الشايع في تاريخ ١٤١٢/١٠/٢ هـ، بعد عمر ناهز ( 77 ) عاما قضاها متنقلا من مهنة الى مهنة ، ومن مكان الى آخر ، هذا الهزار الذي طالما غنى فأطرب الوادي ، آن له أن يصمت ، وأن ذلك الظل الممتد له أن يزول ، ولكن إن زال جسمه عن هذه الحياة الفانية فسوف تبقى شاعريته يتغنى بها الأجيال رغم ما أصابها من خسف ، فلعل قابل الأيام تزيل عنها غبار السنين فتخرج في حلة جديدة تعيد للأجيال سيرة شاعر كافح من اجل الحياة ( ) .

ومن أول قصائد الموال التي قالها .. جائته رسالة من رجل يسمى “مصبح ” مكتوب فيها بيتين من ” شعر الموال “، فلما وصلت إلى الشاعر حسين بن شايع رد عليه بمواله ذكرت منها بيتين فقط للسبب آنف الذكرقال مصبح :

ياحسين حبلي من الشرباك هاضت مجاريها

من يوم صابني الهوى هاضت مجاريها

• قال الشاعر : حسين بن شايع :

لاصاح سكن الهوى هاضت مجاريها

خلت شروع الهوى ظلت مجاريها

من يوم شفت خلي يتابع مجاريها

طبعا لم أذكر تكملة الموالتين لعدم ذكر الشاعر باقي الموالتين وإنما اكتفى بما ذكر :

قال الشاعر حسين بن علي الشايع نصيحة الى أحد أصدقائه قال فيها :

يا الله يامجري السفن بالميزان راميها

واطراد خيل العدا بالهيج راميها

يارامي المحصنة ياويل راميها

اخش العقوبة وانظر للاله وخف

إياك من جاهل مغرور هدره وخف

احذر ترى الدار حاميها حراميها

• رسالة الى صديق :
أيضاً أرسل رسالة مع صديقه الذي يذهب إلى الظهران يشكي حاله لبعض أصدقائه فقال :
يوم الدهر دار بي دنبا تراويني

وشربت من كاس حنظلها تراويني

وتقول لي أرجوك حايلين تراويني

وش حيلتي شدوا لابتي وطني

وأنشدك طوير البلى على ماذكرت وطني

معدن أجاويد مدهي البحور وطني

دنيا بالاسباب وأهوالي تراويني

• رد عليه الشاعر حسين بن شايع :

يوم الدهر خان بي بعده يراويني

أصبحت من جور غدراته يراويني

وقلت السبب يادار بعدك تراويني

فرطتني من أهلي وربعاتي ووطني

وظليت أنا قبول وانا ذكرت وطني

وبوصيك لاتذكرني لامن لفيت وطني

والدهر دايم بغدراته يراويني

كان يعمل في راس تنورة .. وتعرف على شخص حتى أصبح من أعز أصدقائه فباح له بجميع أسراره ويصف له مابلاه به الدهر فقال الشاعر حسن بن شايع :

يابو بدر صابني ضيم الدهر بنواع

قمت أبدع الجيل من قاصي الضمير بنواع

ظليت حيران وأدير الفكر بنواع

كل لادور نجم سهيل والجادي

والكليل والسنبلة والجوك مع الجاري

تسعة نجوم بالسما عددهم بنواع

” أيام الدبى والخيفان”

   سئل الشاعر بعد هجوم الدبى على مزارع البلدة وما خلفه الدبى والخيفان ونتائج هذا الزحف فقال :

الدبى جاير على الناس والخيفان

كل الزروع عدمت ومن مره الخيفان

وفي كل قرية ذكر لي الدبى والخيفان

اطلب من الله يفرج أسياف البحر

بحق مجرى سفينة نوح وسط البحر

ترزق جميع الخلق في البر ويا البحر

تهلك جميع الدبى ويا الخيفان

” غلاء التمر”

سئل الشاعر لإبداء رأيه أيام غلاء التمر في منطقة الأحساء !! أيضا صادفه أمير البلدة محمد بن أحمد العلي الحبيل، فسأل الشاعر ماذا قلت في غلاء التمر ؟؟ فأجابه الشاعر بعد رجوعي من النخل سأقول لك .. فلما وصل النخل جادت قريحته فقال :

مثل السنة ينذكر فيها التمر غالي

المن طاف أربعين ياذا الربع غالي

اللي يبيع التمر يقول هب غالي

والمشتري يصيح يافاتح باب الرخى

يارب ترجع سنين ماضيه بالرخى

دخيل رب العرش يوم أننا بالرخى

ترجع سنين الحيا ويرخص الغالي

وموالة أخرى في غلاء التمر قال :

مثل السنة نتذكر من عاد فيها محل

فيها على يوم ذكر وأبونا في محل

من يوم شفت الغلى فيها وشفت المحل

وأصبح أنا دخيلك يارفيع الشان

أنا ذخير النبي يامنطق الغزلان

محمد الهاشمي هو من نسل عدنان

ترجع سنين مضت مازرت فيها محل

عبدالله بورسيس

Comments (0)
Add Comment