آباء وأجداد قابلتهم من رجال الطرف ..خليفة محمد الروى ( 1 ) ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

عندما فكرت بالكتابة عن تاريخ مدينة الطرف في عام 1396هـ ، صادفتني الكثير من المشاكل ، وأول خطوة وردت في ذهني هو مقابلة كبار السن من المعمرين ، وكنت أخشى أن لايتقبل الكبار مقابلتي لصغر سني !!

ولكن عندما عزمت بالكتابة فكان من الأسماء التي وردت في ذهني المعمر خليفه بن محمد الروى رحمه الله .. ونظرا لما سمعته عنه أنه من المعمرين الذين له تجربة وافية في الحياة .. عندها توكلت على الله فأخذت أوراقي ومسجل لتسجيل المقابلة وذلك في شهر شوال من عام 1396هـ وذهبت الى منزله طرقت الباب وكان كفيفا ، دخلت وسلمت عليه ورحب بي وعرفته باسمي فقال لي أنت ولدنا 00وهومن أوائل الرجال والشخصيات الذين قابلتهم .

فأوضحت له هدفي من الزيارة التعرف على تاريخ ومواقف أهالي الطرف من الماضي للحاضر .. فطلبت منه ان يعرفني باسمه كاملا ..والزيارات لهذا الرجل تتكرر بين الحين والآخر حتى نأخذ كل ما لديه من معلومات بحكم أنه يمتلك ذاكرة قوية ويتذكر الأحداث كأنها تحدث الآن .

مولده :

ولد خليفة بن محمد الروى في عام 1296هـ في مدينة الطرف ، ومارس في حياته الكثير من المهن منها الزراعة ، والبناء ، والغوص ، وتولى التعليم في مدارس المطوع لتعليم الصبيان .. وتولى إمامة بعض المساجد في مدينة الطرف ومنها :
مسجد العارضي – ومسجد منيرة الحسن – ومسجد بلال بن رباح .

ومما قاله : الطرف لها سمعة كبيرة ولرجالها مواقف عظيمة مع الملك عبدالعزيز وأنا واحد من الذين حاربوا مع الملك عبدالعزيز في كنزان عام 1333هـ ..كان يوم صعب جدا لكن حكمة الملك عبدالعزيز جعلت النصر له .. وهناك رجال حاربوا مع الملك عبدالعزيز من الطرف ومن مختلف مدن وبلدات وقرى الأحساء .. وذكر لي أسماء الذين حاربوا مع الملك عبدالعزيز في كنزان من رجال الطرف وذكرتهم في الكتاب .

وكان من ضمن الأسئلة التي سألته لماذا سميت الطرف بهذا الإسم ؟

فكانت إجابته لوقوعها في طرف الأحساء .. ومما ذكره أيضا ان الطرف عرفت باسم السهلة – والدحامسة التي عرفت بنخوتها يادحامس يارفاق .. كما كان يرددون صبيان سياله حمر العيون .

وهذه الأسماء : الطرف – السهلة – الدحامسة فتحت لي باب البحث عن هذه الأسماء حتى وجدت ضالتي فيما سطرته في كتابي : ( البوابة الجنوبية للأحساء .. الطرف في ماضيها وحاضرها ) .

كما تحدث عن وضع الطرف في الماضي وما يحيط بها من أسوار ودراويزها والذين كانوا يقومون بدور الحراسة .. كذلك الجوامع والمساجد واسمائها ومن اقدمها مسجد السهالوة المعروف باسم العارضي – والبراحات المشهورة في الطرف .

كما تحدث لي عن بعض الأسر التي استوطنت الطرف .. وأن أسرة الحبيل من الاسر القديمة التي حكمت الطرف وذاع صيتها في كل مكان على مستوى الأحساء .

كما تحدث لي عن عين برابر المشهورة التي تخص أهالي الطرف لري مزارع الطرف والتي تمشي في اخدود طويل من شرق مدينة الهفوف وتمر على بعض القرى مثل بني معن – الشهارين – المنصورة – المنيزلة – الجفر وأخيرا الطرف ويعتبر ماء عين برابر من اعذب المياه .

ومما ذكره لي بأن أهالي الطرف إستقبلوا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في قصر المجصة في إحدى غزواته .. وهذا فتح لي مجالا بالتعرف على قدوم الملك عبدالعزيز إلى قصر المجصة حتى وجدت ضالتي فعلا أن ماذكره هو صحيح جدا وجدته في ثلاثة مراجع ومن معمرين آخرين من رجال الطرف ومن خارج الطرف .. وفي مقابلة مع أحد الرجال من القصيم في جريدة الرياض من أسرة اليوسف واسمه : (صالح بن مدلج اليوسف ) وعمره 105 من المحاربين مع الملك عبدالعزيز من رجال ثرمداء حيث ذكر قدوم الملك عبدالعزيز إلى قصر المجصة بالطرف في مقابلة طويلة في جريدة الرياض ( الجمعة 16رمضان 1409هـ ) العدد 6049 للمحرر الصحفي محمد الوعيل رحمه الله .

فمن هذه المراجع : كتاب ملوك آل سعود لمؤلفه الأمير هذلول بن عبدالعزيز آل سعود – وفي كتاب شهداء آل سعود لمؤلفه الدكتور عبدالرحمن الرويشد – وفي جريدة الرياض في ترجمة للشاعر عبدالرحمن البواردي وهو من الشعراء الذين قدموا مع الملك عبدالعزيز آل سعود إلى قصر المجصة بالطرف وكتب قصيدة كاملة أقتطف منها :
حنا نزلنا الطرف فوقه بنينا الخـــــــــــيام
من عقب ممشى الصلف محلى عليه القام

والقصيدة كاملة موجودة عندي وعن ترجمة الشاعر أضفتها في كتاب : ( البوابة الجنوبية للأحساء .. الطرف في ماضيها وحاضرها ) بعد التعديل والإضافة .

ومما ذكره لي بأنه حافظا للقرآن الكريم وكان يؤم المصلين في مسجد بلال بن رباح – وكان مؤذنه مسلم بن سعد المرزوق .. وتحدث عن الحياة في الماضي بأنها عسرة جدا ! لكن الناس رغم قساوة العيشة الا أنهم عاشوا فيها وعانوا حلوها ومرها .. وكانوا يتقاسمون الرزق فيما بينهم .. كما ذكر لي بأنه كان من الغاصة الذين دخلوا البحر، وله صحبة كثيرة مع بعض البحارة .
كما ذكر لي بأن أهالي الطرف كانوا يشاركون في حماية طريق العقير من قطاع الطرق الذين يسلبون البضائع التي تنقلها من ميناء العقير إلى مدينة الهفوف .

نعم هذا هو خليفة بن محمد الرواء رحمه الله من الشخصيات الذين قابلتهم ، ومنحني الكثير من المعلومات التي كانت إضافة لكتابي مازلت ارجع لتسجيلاته بين الحين والآخر لآخذ من معلوماته القديمة الجديدة .

ومن خلال تواصلنا مع المعمرين من رجال الطرف أن بعض المعلومات تتكرر وهذا يعني أن المعلومات متداولة بين الكبار أبا عن جد .. وهذا يثبت المعلومة أنها صحيحة ومتوافقة في الراي .

وفاته :

توفي يوم الاثنين 21 /7 / 1406هـ عن عمر يناهز ” 110 سنة ” تقريبا .

عبدالله بورسيس

Comments (0)
Add Comment